توقفنا في الجزء الأول من المقال عند السؤال:
يمكنك العودة للجزء الأول من هنا: 3 خطوات ضرورية لتعرف أن فكرتك ناجحة - الجزء الأول -
لنعرف الجواب على السؤال السابق ننتقل إلى الخطوة الثانية
كيف تجرب فكرتك ؟
قبل أن نبدأ يجب علينا أن نعلم أن هذه المرحلة من المفروض أن تكون سريعة لأنها تبقى مجرد تجربة ولا يجب أن نضيع الوقت معها ( إلا اذا كان ذلك ضروري جدا ) . و حسب تجربتي الشخصية يمكننا أن نقسمها الى نقطتين .
1- قم ببناء أصغر نسخة ممكنة من المنتوج :
تتذكرون النقاط الأساسية التي أحصيناها في السابق ؟ حان وقت استعمالها لأنها غالبا ما تمثل الخصائص التي تتكون منها نسختنا التجريبية من المنتوج .
و لكن هناك بعض المميزات التي يجب أن تتحلى بها هذه النسخة و هي:
-
أضف أدوات سهلة لتسجيل ردود فعل المستخدم Feedback ( مثلا Google Analytics ) و لتقديم آرائه ( مثلا Contact-us Form )
-
اجعلها أبسط ما يمكن ( يعني لا تهتم الى الاتقان و الدقة الآن ) و تذكر دائما مقولة ريد هوفمان مؤسس شبكة لينكد إن :
اذا لم تكن محرجا من نسختك الأولى فعلى الأرجح لقد قمت باطلاقها بشكل متأخر.
If you are not embarrassed by the first version of your product, you’ve launched too late.
2- إسأل زبائنك :
من المؤكد أن الفكرة تبدو لنا رائعة جدا لكن هذا لا يعني أن يفكر الزبائن بنفس الشكل, لذلك يجب علينا أن نحل هذا المشكل و أسهل طريقة هي أن نسألهم مباشرة. ما يقوم به معظمنا هو سؤال الأشخاص الذين يحيطون بنا من أصدقاء و عائلة و غالبا لا يكون هذا كافيا لعدة أسباب أهمها أنهم قد لا يعتبرون الشريحة التي يوجه لها منتوجنا ( و أيضا من المؤكد أن لا أحد منهم يريد جرح عواطفك )
لذلك أول شيئ علينا أن نجد مجموعة من الأشخاص الذين نتوقع أن يكونوا زبائن عندنا أي Potential customers و ذلك عن طريق البحث في مختلف الأماكن ( مواقع التواصل الاجتماعي يمثلون نقطة انطلاق ممتازة ) و تصفية الزبائن لتوفير عدد مناسب لجمع المعلومات.
ولكن قبل ذلك يجب أن نجهز أسئلتنا جيدا و نختار المناسبة منها بحيث تقدم لنا فائدة من ناحيتين :
- هل المستخدمون مستعدون لاقتناء المنتج ؟ أي تجربة مرغوبية الفكرة.
- هل المستخدمون جاهزون للدفع من أجل المنتج ؟ أي تجربة مدى جدوى الفكرة.
قد تتساءل الآن لماذا أقوم بهاته التجارب و كيف أستفيد من المعلومات المكتسبة ؟
هنا نمر الى الخطوة الثالثة و الأخيرة لنتعرف على الطريقة المناسبة للاستفادة من المعلومات المكتسبة لتغيير الفكرة و توجيهها في الاتجاه المناسب.
كيف أستفيد من المعلومات المكتسبة أثناء التجربة ؟
تركز هذه الخطوة على صقل و تنقيح الفكرة انطلاقا من المعطيات و ذلك لاعتمادها :
- كفكرة ناجحة اذا لاحظنا أننا نتقدم نحو مخطط واضح و مؤكد للقيمة التي سيقدمها المشروع.
- رفضها و الحكم عليها بالفشل في حالة العكس.
لكن: في أغلب الأحيان نجد أنفسنا غير قادرين على الحكم الدقيق على السؤال السابق. لكن لا تقلق الطرق التالية ستساعدك في الوصول الى ذلك:
الطريقة الأولى: توليد أفكار إضافية
و المقصود هو اضافة نقاط جديدة سواءا عموميات أو تفاصيل تكمل فكرتك لتصبح جاهزة للتطبيق. و قد تحتاج بعد هذا الى اعادة تجربة الفكرة لكنه أمر غير ضروري بعكس النقطتين التاليتين.
الطريقة الثانية: التعديل على الفكرة الحالية
من المؤكد ان الفكرة ستحتاج الى بعض التعديلات بعد مقارنتها بالسوق و لكن هذا لا يعني تغيير الفكرة نهائيا على عكس النقطة القادمة.
الطريقة الثاثة: تغيير الوجهة
في بعض الأحيان نصادف أثناء التجربة ان فكرتنا كانت ضعيفة لكنها كانت قريبة من فكرة أخرى ناجحة. لذلك نستطيع التغيير تماما و لكن الى فكرة قريبة و مشابهة.
الطريقة الأخيرة: التخلي عن الفكرة
في بعض الاحيان يجب ان نعرف اين نتوقف و ننطلق في طريق آخر.
و في كل الحالات تذكر المقولة التالية: (لونستون تشرشل)
النجاح ليس نهائيا، والفشل ليس قاتلاً : لكن الشجاعة على مواصلة الطريق هي الأهم.
الخاتمة:
تأكدنا الآن أن كل المراحل السابقة تهدف الى شيئ واحد و هو تكوين مخطط موثوق يوضح القيمة التي تقدمها الفكرة ثم الحكم عليها بالطريقة المناسبة.
ما رأيك الآن إذا :
هل مازلت تنظر الى فكرتك بنفس الطريقة السابقة ؟
و هل أنت مستعد لتجربتها للانطلاق في مشروعك بأمان؟